4/17/2010

الرقم 19 الثابت القرآني

ليس هناك رأي قاطع يمكن تحديده عن السر الذي أودعه الله في الرقم 19والذي أسميناه الثابت القرآني ولقد ذكر الإمام الرازي في تفسيره (الجزء الأول) أن البسملة من تسعة عشر حرفا وان عدد سور القرآن متناسبة مع هذا المقدار ويمكن البرهنة أن هذا الرقم هو ثابت قرآني

هناك من يتحسس من الرقم 19 تحسسا أنفعاليا لان الفرقة البهائية الضالة يقدسون هذا الرقم لأعتبارات شاذة والذين يريدون أن يقللوا من أهمية هذا الثابت كرد فعل على سذاجة البهائيين لا يقلون عنهم سذاجة، الرقم 19 متكون من عددين أحدهما الواحد الذي هو علة الوجود والآخر 9 وهو الذي تنتهي إليه مسلسل الأعداد ومن هذين العددين ومكرراتهما تتكون كل الأرقام التي يمكن بموجبها احصاء كل شيء في الوجود ، قال تعالى : ((وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا)).

لقد تم فهم القرآن في زمن الصحابة فهما صحيحا عن طريق الأسوة الحسنة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان النبي قرآنا يمشي على الأرض كما قالت أمنا عائشة رضي الله عنها، ولهذا عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم : سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن ... لم تظهر الحاجة إلى برهان ذلك ولم يراود الشك قلوب الصحابة ولم يستفسروا كيف ذلك يمكن أن يكون.
وعندما شرح الإمام الغزالي هذا القول كانت هناك حاجة بقوله: ( ان مهمة القرآن ثلاثة ؛ معرفة الله ، ومعرفة الصراط المستقيم ، ومعرفة الآخرة ، وسورة الإخلاص تتخصص في معرفة الله).
الذي هو أحد المحاور الثلاث في القرآن.

وعندما نجد ان سورة الاخلاص عدد الحروف غير المقطعة يساوي ثلث الحروف المقطعة (عدا البسملة) فالحروف غير المقطعة الواردة في السورة ثلاثة هي (ف ، و ، د) والحروف المقطعة تسعة هي ( ق، ل ، أ ، ح ، ي ، ك ، ص ، ه ، م ) وبما ان حروف الهجاء في العربية تتساوى فيها الحروف المقطعة وغير المقطعة ولكون القرآن نزل بلغة العرب وكتب بالحرف العربي وبالتعبير الرمزي يمكن ان يقال بان سورة الاخلاص تمثل ثلث القرآن

هذا يضيف لنا في تصوري مدى عظمة القرآن وبرمجته في الترتيب للحروف والكلمات الذي يتناغم مع السياق العام للتعبير والتفسير.

أنا متأكد أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما كان يعني ما ذهبت اليه ولا يعني ما ذهب اليه الغزالي وكان وصفه لهذه السورة بايحاء من الله .. ولكن الرسول كان يدرك تماما ان القرآن لا تنتهي عجائبه ومعنى ذلك انه كتاب لابد ان يكون له حضور فعال في مراحل تطور البشرية ليعبر في كل مرحلة عن المعاني السامية الكامنة فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق