9/04/2010

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم
الأصل في القرآن الكريم أنه كتاب هداية وإصلاح وإرشاد، فلا يجوز التحامل على القرآن لإخراج استنتاجات غير مستندة إلى أي أساس علمي، فلا يجوز أن نُقحم في كتاب الله ما ليس منه.
أما إذا كانت الاستنتاجات تعتمد على منهج علمي ثابت غير متناقض ومؤيدة بالدليل والبرهان وليس فيها إقحام في القرآن ما ليس منه فإنها تؤخذ بعين الاعتبار مع العلم بأن الأصل في القرآن هو كتاب هداية وإرشاد.
وممن ذكر الإعجاز العددي من جملة الإعجاز ابن سراقة حيث قال: من بعض وجوه إعجاز القرآن ما ذكر الله فيه من أعداد الحساب والجمع والقسمة والضرب والموافقة والتأليف والمناسبة والتنصيف والمضاعفة ليعلم بذلك أهل العلم بالحساب أنه صلى الله عليه وسلم صادق في قوله، وأن القرآن ليس من عنده، إذ لم يكن ممن خالط الفلاسفة ولا تلقى الحساب وأهل الهندسة. (الإتقان ج1 ص382 )
من طريف ما ذكره الدكتور عبد الرزاق نوفل أنه قد ورد ذكر آدم في القرآن الكريم خمسا وعشرين مرة، ومثل ذلك العدد ورد ذكر عيسى بن مريم .
وأقول : إذا كان التماثل في قول الله تعالى { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } تماثلا في الخلق فما يمنع أن يكون كذلك في الذكر لهما في القرآن تأكيدا على هذه المثلية؟ 



يبدو ان عنصر التماثل والتناظر أحد القوانين الأساسية في الكون، والتناظر هو أن الكائنات من أحياء وجمادات بلورات وذرات متناظرة أي يمكن أن يكون شكلها ذا شكلين متشابهين عندما تقطع بمستوى معين ، فالزهرة والحيوانات وورقة الشجر والإنسان والذرة والبلورة كلها متناظرة الأشكال ، ويبدو أن الجمال والتناظر متلازمان فكل جميل متناظر في معظم الأحيان والكون البديع الذي تحس بجماله الساحر في ليلة قمراء لابد أن يكون متناظراً. وعنصر التناظر موجود في سور القرآن معكوساًُ في مفردات حروفه وكلماته. 


والتكوير والدوران عنصر آخر من عناصر الكون بل هو أحد قوانينه الأزلية.
        الدوران في بعض أجزاء الذرة وفي النجوم والمجرات وفي الأقمار والمذنبات الكل يدور باستمرار وبدون انقطاع .
          لقد جعل الله في كتابه سوراً متناظرات كما تتناظر الزهرة في نصفيها والإنسان في جزئيه على جانبي مستوي عمودي يقطعه وكما تتشابه الفقريات في عظام هياكلها جعل الله السور القرآنية تتشابه في أحرف سورها وفق نظام يستند على أحرف الكلمة الأولى في بدايات بعض السور القرآنية.


        لا أتصور أنه هناك من يقول أن الصدفة هي التي جعلت أعداد حرف الألف في سورة العلق (أول سور القرآن) وسورة القدر وسورة الانشراح يساوي 19حرفاً أو مضاعفاته في كل سورة فكيف بالقرآن كله تأتي سورة وفق نظام تكرار حروف كلمة البداية وتتناسب الحروف وتتناظر بطريقة حتى لو أراد قاصد من البشر أن يكتب كتاباً يحقق تلك الأنظمة لوقف عاجزاً عن تحقيق مرماه.


أن بعض المتكلمين الموهوبين في اللغة قد يأتي بكلام تخضع حروفه لخصوصية معينة ، فيذكر أن الإمام علي  رضي الله عنه له خطبة خالية من الحروف المنقطة وواصل بن عطاء مؤسس الاعتزال في البصرة له خطبة خالية من حرف الراء، والمعري له أشعار في تنتهي كل أبيات القصيدة بثلاث حروف متشابهة وليس بحرف واحد كما هو الحال في الشعر الاعتيادي، إن الإمام علي رضي الله عنه وواصل بن عطاء والمعري وغيرهم وضعوا خصوصية لكلامهم عن قصد معلن كدلالة على الاقتدار، ولكن خصوصية حروف القرآن وأنظمتها لم تكن معروفة في ذلك الوقت بل برهنت الدراسات الحديثة صحتها وأعجازه واضح في تعبيره اللغوي وجمالية ذلك التعبير وفي الأحكام الشرعية والحياتية بميادينها المختلفة وكذلك في ترتيب حروفه وكلماته بطريقة مبرمجة تفوق قدرة البشر كما هو واضح حسب الدراسات الأخيرة في بحوث الإعجاز العددي.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق